منتديات بدون أسماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيرة الرسول صلى الله عله و سلم {2}

اذهب الى الأسفل

سيرة الرسول صلى الله عله و سلم {2} Empty سيرة الرسول صلى الله عله و سلم {2}

مُساهمة  القناص المسردي السبت أغسطس 25, 2007 11:43 am

أبو جهل ومعرفة الحق
أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال : إن أول يوم عرفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة ، إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل : يا أبا الحكم ، هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله ، فقال أبو جهل : يا محمد ، هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن تشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك . فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال : والله إنى لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء . إن بني قصي قالوا : فينا الحجابة ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا السقاية ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا الندوة ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا اللواء ، فقلنا : نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي ، انا ندرك نحن ذلك ، والله لا أفعل .
شريح يقضي بين على ويهودي
وذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج إلى السوق فإذا هو بنصراني يبيع أدرعاً فعرف علي رضي الله عنه الدرع . فقال : هذه درعي ، بيني وبينك قاضي المسلمين ، وكان قاضي المسلمين شريحاً ، كان علي استقضاه . فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلسه وأجلس علياً مكانه وجلس شريح قدامه إلى جنب النصراني . فقال علي : أما يا شريح ، لو كان خصمي مسلماً لقعدت معه ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تصافحوهم ولا تبدؤوهم بالسلام ، ولا تعودوا مرضاهم ، ولا تصلوا عليهم ، وألجئوهم إلى مضايق الطريق ، وصغروهم كما صغرهم الله ، اقض بيني وبينه يا شريح ، فقال شريح : ما تقول يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي : هذه درعي وقعت مني منذ زمان . فقال شريح : ما تقول يا نصراني ؟ فقال النصراني : ما أكذب أمير المؤمنين ، الدرع درعي . فقال شريح : ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينة ؟ فقال علي : صدق شريح . فقال النصراني : أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، وأمير المؤمنين يجيء إلي قاضيه وقاضيه يقضيه عليه ، هي والله يا أمير المؤمنين ، درعك . اتبعتك وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . فقال علي : أما إذ أسلمت فهي لك ، وحمله على فرس .

نهاية ابو طالب
عن ابن عباس قال : لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا : إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول فلو بعثت إليه فنهيته ، فبعث إليه فجاء النبى صلى الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل قال : فخشي أبو جهل لعنه الله إن جلس إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عليه فوثب فجلس في ذلك المجلس ولم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً قرب عمه فجلس عند الباب فقال له أبو طالب : أي ابن أخي ، ما لقومك يشكونك ؟ يزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول ، قال : وأكثروا عليه من القول وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا عم ، إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية ) ، ففزعوا لكلمته ، ولقوله ، فقال القوم : كلمة واحدة نعم وأبيك عشراً ، فقالوا : وما هي ؟ وقال أبو طالب : وأيّ كلمة هي يا ابن أخي ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( لا إله إلا الله ) ، فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون أجعل الآلهة إلهاً واحداً ، فنزل قول الله تعالى { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب - أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب - وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد - ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق - أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب } .
يتبع.................









عن عمرو بن العاص رضي اللّه عنه قال : ما رأيت قريشاً أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوماً ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام . فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبتيه ساقطاً وتصايح الناس فظنوا أنه مقتول . فأقبل أبو بكر رضي اللّه عنه يشتد حتى أخذ بضبعي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من ورائه ويقول : { أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله } . ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر ، فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط ، سفه أحلامنا ، وشتم آباءنا وعاب ديننا ، وفرّق جماعتنا ، وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم 0 أو كما قالوا ¬ قال : فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استقبل الركن ثم مرّ بهم طائفاً بالبيت . فلما مر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال : فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى . فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى . فلما مرّ بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ، فقال : أتسمعون يا معشر قريش ؟ أما والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح . فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا على رأسه طائر واقع حتى أن أشدهم فيه وضاءة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم ، انصرف راشداً . فواللّه ، ما كنت جهولاً . فانصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وتركهم .
سد أفق السماء
عن العباس رضي اللّه عنه قال : كنت يوماً في المسجد فأقبل أبو جهل ¬ لعنه اللّه ¬ فقال : إن للّه عليَّ إن رأيت محمداً ساجداً أن أطأ على رقبته ، فخرجت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى دخلت عليه فأخبرته بقول أبي جهل ، فخرج غضباناً حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل من الباب فاقتحم الحائط . فقلت : هذا يوم شر ، فاتزرت ثم اتبعته فدخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقرأ : { اقرأ بأسم ربك الذي خلق } ، فلما بلغ شأن أبي جهل : { كلا أن الإنسان ليطغى } ، فقال إنسان لأبي جهل : يا أبا الحكم ، هذا محمد . فقال أبو جهل : ألا ترون ما أرى ؟ واللّه ، لقد سدّ أفق السماء عليّ . فلما بلغ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد .
اللهم سلط عليه كلبك
عن قتادة قال : تزوج أم كلثوم بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عتيبة بن أبي لهب وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم . فلما نزل قوله تعالى : { تبَّت يدا أبي لهب } قال أبو لهب لابنيه عتبة وعتيبة : رأسي في رؤوسكما حرام إن لم تطلّقا ابنتي محمد صلى الله عليه وسلم ، وقالت أمهما بنت حرب بن أمية حمالة الحطب : طلِّقاهما يا بني ، فإنهما صبأتا فطلقاهما . ولما طلق عتيبة أم كلثوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين فارقها فقال : كفرت بدينك ، و فارقت ابنتك ، لا تجيئني ولا أجيئك ، ثم سطا عليه فشق قميص النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج نحو الشام تاجراً . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما إني أسأل اللّه أن يسلط عليك كلبه ) . فخرج في تجر من قريش حتى نزلوا بمكان يقال له الزرقاء ليلاً فأطاف بهم الأسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول : ويل أمي هذا واللّه آكلي كما قال محمد ، قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا الشام ، فناموا ، وجعلوا عتيبة وسطهم . فأقبل السبع يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة فضغمه ضغمة فقتله ، وخلف عثمان بن عفان بعد رقية على أم كلثوم رضي اللّه عنهما .
يتبع.................














قصته صلى الله عليه وسلم مع ثقيف
عن عروة بن الزبير رضي اللّه عنهما قال : مات أبو طالب وازداد من البلاء على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شدة فعمد إلى ثقيف يرجو أن يؤووه وينصروه ، فوجد ثلاثة نفر منهم سادة ثقيف وهم إخوة : عبد ياليل بن عمرو ، وخبيب بن عمرو ، ومسعود بن عمرو ، فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك قومه منه . فقال أحدهم : أنا أسرق ثياب الكعبة إن كان اللّه بعثك بشيء قط ؟ وقال الآخر : واللّه ، لا أكلمك بعد مجلسك هذا كلمة واحدة أبداً لئن كنت رسولاً لأنت أعظم شرفاً وحقاً من أن أكلمك ، وقال الآخر : أعجز اللّه أن يرسل غيرك ؟ وأفشوا ذلك في ثقيف الذي قال لهم ، واجتمعوا يستهزئون برسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقعدوا له صفين على طريقه ، فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف ، فقال لهم : إن فعلتم ما فعلتم فاكتموا عليّ ، وكره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه فيذئرهم ذلك عليه ، فخرج من عندهم فأخذوا بأيديهم الحجارة فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا رضخوها بالحجارة وهم في ذلك يستهزئون ويسخرون . فلما خلص من صفيهم وقدماه تسيلان الدماء عمد إلى حائط من كرومهم ، فأتي ظل حبلة من الكرم فجلس في أصلها مكروباً موجعاً تسيل قدماه الدماء ، فلما اطمأن قال : اللهم ، إليك أشكو ضعف قوتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك ، لك العتبي حتى ترضى ، لا حول ولا قوة إلا بك ، فإذا بسحابة تظله فرفع رأسه فإذا فيها جبرئيل عليه السلام فناداه فقال : إن اللّه قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث اللّه اليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداه ملك الجبال فسلّم عليه ثم قال : يا محمد ، ما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج اللّه عزّ وجلّ من أصلابهم من يعبد اللّه عزّ وجلّ وحده لا يشرك به شيئاً .

عمر يرسل إلى امرأة مغيبة
عن الحسن قال : أرسل عمر بن الخطاب ، رضي اللّه عنه ، إلى امرأة مغيبة كان يدخل عليها فأنكر ذلك ، فأرسل إليها فقيل لها : أجيبي عمر ، فقالت : يا ويلها ، ما لها ولعمر . فبينما هي في الطريق فزعت فضربها الطلق ، فدخلت داراً ، فألقت ولدها : فصاح الصبي صيحتين ثم مات ، فاستشار عمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأشار عليه بعضهم أن ليس عليك شيء ، إنما أنت دالٍ ومؤدب ، وصمت عليّ رضي اللّه عنه ، فأقبل على عليّ فقال : ما تقول ؟ قال : إن كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأ رأيهم ، وإن كانوا قالوا في هواك فلم ينصحوا لك ، أرى أن ديته عليك فإنك أنت أفزعتها ، وألقت ولدها في سببك ، فأمر علياً رضي اللّه عنه أن يقسم عقله على قريش يعني يأخذ عقله من قريش لأنه أخطأ .

يتبع....................
















قم فأقتص منه
عن عطاء قال : كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، يأمر عماله أن يوافوه بالموسم . فإذا اجتمعوا قال : أيها الناس ، إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم ، ولا من أموالكم ، إنمك بعثتهم ليحجزوا بينكم ، وليقسموا فيئكم بينكم ، فمن فعل به غير ذلك فليقم .فما قام أحد إلا رجل ، قام فقال : يا أمير المؤمنين إن عاملك فلاناً ضربني مائة سوط . قال : فيم ضربته ؟ قم فاقتص منه . فقام عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال : يا أمير المؤمنين ، إنك إن فعلت هذا يكثر عليك وتكون سنة يأخذ بها من بعدك . فقال : أنا لا أقيد وقد رأيت رسول الّه صلى الله عليه وسلم يقُيد من نفسه . قال : فدعنا لنرضيه . قال : دونكم فأرضوه ، فافتدى منه بمائتي دينار ، كل سوط بدينارين .

ابن الاكرمين
عن أنس رضي اللّه عنه أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقال : يا أمير المؤمنين ، عائذ بك من الظلم ، قال : عذت معاذاً . قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته ، فجعل يضربني بالسوط ويقول : أنا ابن الأكرمين . فكتب عمر إلي عمرو ¬ رضي اللّه عنهما ¬ يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه . فقدم فقال عمر : أين المصري ؟ خذ السوط فاضرب ، فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر : اضرب ابن الأكرمين . قال أنس : فضرب ، واللّه لقد ضربه ونحن نحب ضربه ، فما أقلع عنه حتي تمنينا أنه يرفع عنه . ثم قال للمصري : ضع على صلعة عمرو . فقال : يا أمير المؤمنين ، إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه . فقال عمر لعمرو : مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، لم أعلم ولم يأتني .
وأينا لم يهمه
عن يزيد بن أبي منصور قال : بلغ عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أن عامله على البحرين ابن الجارود أو ابن أبي الجارود أتى برجل يقال له : أدرياس ، قامت عليه بينة بمكاتبة عدو المسلمين ، وأنه قد هّم أن يلحق بهم فضرب عنقه وهو يقول : يا عمراه ، يا عمراه ، فكتب عمر ، رضي اللّه عنه ، إلى عامله ذلك فأمره بالقدوم عليه ، فقدم فجلس له عمر ، وبيده حربة . فدخل على عمر فعلى عمر لحيته بالحربة وهو يقول : أدرياس لبيك ، أدرياس لبيك ، وجعل الجارود يقول : يا أمير المؤمنين إنه كاتبهم بعورة المسلمين وهمّ أن يلحق بهم . فقال عمر : قتلته على همّه وأيّنا لم يهمّه لولا أن تكون سنة لقتلتك به .

فليقتص منك
عن جرير أن رجلاً كان مع أبي موسى رضي اللّه عنهما فغنموا مغنماً فأعطاه أبو موسى نصيبه ولم يوفه ، فأبى أن يأخذه إلاّ جميعه فضربه أبو موسى عشرين سوطاً وحلق رأسه ، فجمع شعر وذهب به إلى عمر رضي اللّه عنه . فأخرج شعراً من جيبه فضرب به صدر عمر . قال : ما لك ؟ فذكر قصته . فكتب عمر إلى أبي موسى ¬ رضي اللّه عنهما : سلام عليك ، أما بعد ، فإن فلان بن فلان أخبرني بكذا وكذا ، وأني أقسم عليك إن كنت فعلت ما فعلت في ملأ من الناس جلست له في ملأ من الناس فاقتص منك ، وإن كنت فعلت ما فعلت في خلاء فاقعد له في خلاء فليقتص منك ، فلما دفع إليه الكتاب قعد للقصاص . فقال الرجل : قد عفوت عنه للّه .
يتبع.....................









عمر وجارية
عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقالت : إن سيدي اتهمني فأقعدني على النار حتى احترق فرجي . فقال لها عمر : هل رأى ذلك عليك ؟ قالت : لا . قال : فهل اعترفت له بشيء ؟ قالت : لا ، فقال عمر : عليّ به ، فلما رأى عمر الرجل قال : أتعذب بعذاب اللّه ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، اتهمتها في نفسها . قال : أرأيت ذلك عليها ؟ قال : لا . قال : فاعترفت لك به ؟ قال : لا . قال : والذي نفسي بيده لو لم أسمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يقاد مملوك من مالكه ، ولا ولد من والده لأقدتها منك ، وضربه مائة سوط ) ، وقال للجارية : اذهبي فأنت حرّة لوجه اللّه ، وأنت مولاة اللّه ورسوله : أشهد لسمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : ( من حرق بالنار أو مثل به فهو حر وهو مولى اللّه ورسوله ) .

وأنت أيضاً
عن يزيد بن أبي مالك قال : كان المسلمون بالجابية وفيهم عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فأتاه رجل من أهل الذمة يخبره أن الناس قد أسرعوا في عنبه . فخرج عمر رضي اللّه عنه حتى لقي رجلاً من أصحابه يحمل ترساً عليه عنب . فقال عمر : وأنت أيضاً ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، أصابتنا مجاعة . فانصرف عمر رضي اللّه عنه وأمر لصاحب الكرم بقيمة عنبه .

عدل عمر
عن إياس بن سلمة عن أبيه قال : مر عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهم في السوق ومعه الدرة ، فخفقني بها خفقة فأصاب طرف ثوبي فقال : أمط عن الطريق . فلما كان في العام المقبل لقيني فقال : يا سلمة تريد الحج ؟ فقلت : نعم . فأخذ بيدي فانطلق بي إلى منزله فأعطاني ست مائة درهم وقال : استعن بها على حجك ، واعلم أنها بالخفقة التي خفقتك . قلت : يا أمير المؤمنين ، ما ذكرتها . قال : وأنا ما نسيتها .

{ ولا تجسسوا }
عن عبد الرحمن ابن عوف ، أنه حرس مع عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهم ليلة المدينة . فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه . فلما دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط . فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف : أتدري بيت من هذا ؟ قال : هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى ؟ قال : أرى أن قد أتينا ما نهى اللّه عنه ، قال اللّه : {ولا تَجَسَّسوا } ، فقد تجسسنا فانصرف عنهم عمر .
فقد عصيت الله في ثلاث
عن ثور الكندي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل ، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى ، فتسور عليه ، فقال : يا عدو اللّه ، أظننت أن اللّه يسترك ، وأنت في معصية ؟ فقال : وأنت يا أمير المؤمنين ، لا تعجل عليّ إن أكن عصيت اللّه واحدة ، فقد عصيت اللّه في ثلاث ، قال : { وَلاَ تجَسَّسوا } وقد تجسست . وقال { وأتوا البيوت من أَبوابِها } ، وقد تسورت عليّ ودخلت عليّ بغير إذن ، وقال اللّه تعالى : { لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتِكم حتى تَسأنسوا وتسلموا على أهلها } ، قال عمر : فهل عندك من خير إن عفوت عنك ؟ قال : نعم ، فعفا عنه ، وخرج وتركه .

يتبع.................


أتعمد إلى ما ستر الله فتبديه
حكى الشعبي أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقال : إن لي ابنة كنت وأدتها في الجاهلية فاستخرجناها قبل أن تموت ، فأدركت معنا الإسلام فأسلمت ، فلما أسلمت أصابها حد من حدود اللّه تعالى ، فأخذت الشفرة لتذبح نفسها ، فأدركناها وقد قطعت بعض أوداجها فداويناها ، حتى برئت ، ثم أقبلت بعد بتوبة حسنة وهي تخطب إلى قوم ، فأخبرتهم من شأنها بالذي كان ، فقال عمر : أتعمد إلى ما ستر اللّه فتبديه ؟ واللّه ، لئن أخبرت بشأنها أحداً من الناس لأجعلنك نكالاً لأهل الأمصار ، بل أنكحها نكاح العفيفة المسلمة .
حاطب بن ابي بلتعة
أخرج البخاري عن علي رضي اللّه عنه يقول : بعثني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد رضي اللّه عنهم فقال : «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ،» فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، فقالت : ما معي ، فقلنا : لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب ؟ قال : فأخرجته من عقاصها . فأتينا به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة رضي اللّه عنه إلى ناس بمكة من المشركين ، يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال : «يا حاطب ، ما هذا ؟ » فقال : يا رسول اللّه ، لا تعجل عليّ إني كنت امرأ ملصقاً في قريش يقول : كنت حليفاً ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي ، ولم أفعله ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : ( أما أنه قد صدقكم ) ، فقال عمر : يا رسول اللّه ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال : ( إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل اللّه قد اطلع على من شهد بدراً فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) .

القناص المسردي
عضو جديد
عضو جديد

المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 24/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى